بمناسبة اليوم العالمي للغدة الدرقية.. سبب خفي يجعل النساء المصابات بها أكثر عرضة لهشاشة العظام!

في الخامس والعشرين من مايو من كل عام، يحتفي العالم بـ “اليوم العالمي للغدة الدرقية”، لتسليط الضوء على هذه الغدة الصغيرة التي تتحكم بمصير كبير في جسد الإنسان… لكن خلف هذا الحدث التوعوي، تكمن حقيقة صادمة لا تعرفها كثير من النساء: اضطرابات الغدة قد تكون المفتاح الخفي وراء إصابتك المبكرة بهشاشة العظام!
الغدة الدرقية.. القائد الصامت لجسمك
تقع الغدة الدرقية في مقدمة العنق، وتشبه في شكلها الفراشة. ورغم صغر حجمها، فإنها تُنتج هرمونات تتحكم بكل شيء تقريباً: الوزن، الطاقة، ضربات القلب، حرارة الجسم، وحتى حالتك النفسية.
لكن عند الخلل، تبدأ رحلة طويلة من الأعراض المبهمة والمخيفة، التي لا يربطها كثيرون بمصدرها الأصلي.
النساء أكثر عرضة.. والأرقام صادمة!
تشير الإحصائيات الطبية إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض الغدة الدرقية بنسبة 5 إلى 8 أضعاف مقارنة بالرجال. والأسوأ من ذلك، أن الكثيرات لا يُشخّصن إلا بعد سنوات، لأن الأعراض تتداخل مع مشكلات أخرى مثل الاكتئاب أو سن اليأس.
أعراض شائعة لا تُؤخذ بجدية:
تساقط الشعر
اضطراب الدورة الشهرية
الشعور بالبرد أو الحرارة بشكل مفرط
زيادة أو فقدان الوزن دون سبب واضح
التعب المزمن والارتباك الذهني
العلاقة المخفية: الغدة الدرقية وهشاشة العظام
ما لا تعرفه كثير من النساء، هو أن اختلال الغدة الدرقية — سواء الخمول أو النشاط الزائد — يمكن أن يؤثر مباشرة على صحة العظام.
وهنا تكمن الخطورة الحقيقية!
كيف يحدث ذلك؟
1. فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism):
يزيد من سرعة تجدد العظام لدرجة أنها لا تُبنى بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى فقدان الكتلة العظمية بسرعة.
2. خمول الغدة الدرقية (Hypothyroidism):
يؤدي إلى ضعف امتصاص الكالسيوم وفيتامين D، ما يُضعف العظام على المدى الطويل.
3. جرعات علاجية زائدة:
بعض المصابات بالخمول يُعطين جرعات زائدة من هرمون “ليفوثيروكسين”، مما يجعل الجسم في حالة “نشاط مفرط صناعي”، وبالتالي يتعرّض لنفس مخاطر هشاشة العظام.
لماذا النساء أكثر هشاشة؟
بجانب إصابة النساء بنسبة أعلى بخلل الغدة، هناك عوامل أخرى تُضاعف الخطر:
انخفاض هرمون الإستروجين بعد سن الأربعين
الرضاعة والولادات المتكررة
سوء التغذية أو الحميات القاسية
قلة التعرض لأشعة الشمس
كلها أسباب تجعل المرأة — وبخاصة المصابة بخلل في الغدة — عرضة لهشاشة العظام حتى في سن مبكرة جداً.
دراسة طبية حديثة: هذا ما وجده العلماء
في دراسة أجرتها “جامعة هارفارد” على أكثر من 5000 امرأة، تبيّن أن النساء اللواتي يعانين من اضطرابات الغدة الدرقية، كنّ أكثر عرضة بـ 2.5 مرة لهشاشة الحوض والعمود الفقري، مقارنة بالنساء الأصحاء في نفس الفئة العمرية.
متى تكونين في دائرة الخطر؟
إذا كنتِ:
تجاوزتِ سن الـ35
تعانين من اضطرابات في الوزن أو المزاج
تشتكين من آلام مستمرة في المفاصل أو الظهر
أو لديكِ تاريخ عائلي من أمراض الغدة أو هشاشة العظام…
فأنتِ في حاجة ماسّة لفحص الغدة الدرقية ومستوى كثافة العظام فوراً!
كيف تحمين نفسك؟ (دليل وقائي مهم لكل امرأة)
إليكِ 6 خطوات ذهبية للوقاية أو تأخير هشاشة العظام، خاصة إذا كنتِ مصابة بالغدة:
1. احرصي على المتابعة الدورية لوظائف الغدة الدرقية. كل 6 أشهر على الأقل، أو حسب توصيات الطبيب.
2. لا تهملي مستوى الكالسيوم وفيتامين D في دمك لأن خلل الغدة يؤثر عليهما بشكل غير مباشر.
3. مارسي التمارين التي تُحمّل الجسم (مثل المشي أو المقاومة) فالعظام تقوى بالضغط المعتدل عليها.
4. قللي من المشروبات الغازية والكافيين الزائد لأنها تُسهم في سحب الكالسيوم من العظام.
5. تعرّضي للشمس صباحاً بانتظام للحصول على فيتامين D بشكل طبيعي.
6. احذري الجرعات الزائدة من علاج الغدة واطلبي دائماً مراجعة الطبيب لتعديل الجرعة بدقة.
رسالة اليوم العالمي: لا تهملي “الفراشة” التي تتحكم بحياتك!
الغدة الدرقية قد تكون صغيرة الحجم، لكنها مفتاح لصحتك العامة، بل وقد تكون السبب الخفي خلف إصابتك بتعب دائم أو حتى هشاشة عظام غير مبررة.